Blogger news

Friday, January 27, 2012

مكانة السنة في التشريع الإسلامي


مكانة السنة في التشريع الإسلامي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}, {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}, {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} .
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار :


فإن الله عز وجل قد ختم الأديان بدين الإسلام وختم الرسالات برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, فبعثه صلى الله عليه وسلم شاهداً ومبشراً ونذيراً, وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً, أنزل عليه القرآن الكريم المعجزة الكبرى والحجة العظمى, وأمره بتبليغه وبيانه, ففتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقولباً غلْفاً, بصَّر الله به من العمى وهدى به من الضلالة, أخرج الله به الناس من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة, فبلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح لهذه الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين,
ترك الناس على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.


الكتاب والسنة مصدر التشريع:


إن القرآن الكريم هو أساس الشريعة لأنه كلام الله تعالى المعجز المنـزل على الرسول صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلاً, المتعبَّد بتلاوته المكتوب في المصاحف المحفوظ في الصدور, وكل ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم سوى القرآن الكريم من بيان لأحكام الشريعة وتفصيل لما في الكتاب العزيز فهو السنة وهي أيضاً من وحي الله تعالى أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم, وما كان فيه من اجتهاد منه صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقرُّ على الخطأ قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى*عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}.


وقال تعالى: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }, وقال تعالى: {وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}, وقال سبحانه:{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} وقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}.


وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه) من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه وصححه الألباني في السلسة الصحيحة برقم (2870).


قال الشافعي رحمه الله في الرسالة ص 78 فقرة رقم 252_254:- (فذكر الله الكتاب وهو القرآن وذكر الحكمة, فسمعت من أرض من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة: سنة رسوله الله, وهذا يشبه ما قال والله أعلم ا.هـ) ثم قال: (لأن القرآن ذكر وأتبعته الحكمة وذكر الله منَّه على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة فلم يَجُزْ والله أعلم أن يقال الحكمة هاهنا إلا سنة رسول الله) ا.هـ , وقال ابن كثير رحمه الله عن قوله تعالى: (من آيات الله والحكمة) الكتاب والسنة قاله قتادة وغير واحد ا.هـ 3/494


وجوب العمل بالسنة:


وقد أجمعت الأمة على وجوب العمل بالسنة وتقبلوها كما تقبلوا القرآن الكريم استجابة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}. وقال سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}, وقال سبحانه: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}.


وقد اعتنى المسلمون بالسنة النبوية عناية عظيمة وتناقلها الخلف عن السلف, وكان لأهل الحديث في ذلك قصب السبق وحازوا في ذلك الحظ الأوفر والنصيب الأكبر, فبهم حفظ الله السنة, فدونوها وتعلموها وعلموها, فحفظوها من أن يدخل فيها غيرها أو أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله أو ما لم يفعله.


لا يزال أهل الحديث قائمون بهذا الواجب العظيم إلى أن يأتي أمر الله وهم على ذلك وقد مرَّ تدوين السنة بمراحل يسَّر الله بيانها في حلقات قادمة.
وصلى الله وسل
      م على نبي
نا حمد وعلى آله والتابعين.
                محمد اليسع بن عبد الرزاق                                    
الجامعة الاسلامية                                                         
كوشتيا                                                                
بنغلاديش                                                                  01




ان السنه النبويه اصل من اصول الدين , وهي وحي من الله تعالى كا لقرأن , ولا فرق بين السنه والقرأن , سوى ان القرأن بلفظه ومعناه من الله سبحانه , اما السنه فمعناها من الله ولفظها من الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وانه مأمور بتبليغهما معا , وان بعضهما مكمل للاخر , وان طاعتها واجبه علينا سواء بسواء .
قال ابن حزام الظاهري : ( ان الوحي ينقسم من الله عزّ وجل ـ الى رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) على قسمين :
احدهما : وحي متلو, مؤلف تاليفاً معجز النظام , وهو القرأن
والثاني : وحي مروي , منقول غير مؤلف ولا معجز النظام ,ولا متلو ولكنه مقروء, وهو الخبر الوارد عن الرسول (صلى الله عليه وسلم), وهو المبين عن الله عز وجل ـ مراده منا . قال تعالى ( لتبين للناس ما نزل اليهم ) . النحل/44 .
ووجدناه تعالى قد اوجب طاعة هذا القسم الثاني كما اوجب طاعة القسم الاول ولا فرق (1) .
ومما على صحة ذلك ما رواه ابو داود بسنده عن المقدام بن معد رضي الله عنه عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) انه قال : ( الا اني اوتيت الكتاب ومثله معه ......الخ) (2) .
وروي الخطيب بسنده عن حسان بن عطيه (3) قال : ( كان جبريل ينزل على النبي عليه الصلاة والسلام بالقرأن , والسنه التي تفسر القرأن ) (4) .
ولهذا جعلت السنه المصدر الثاني للتشريع في الاسلام , وهي تلي القرأن بالمرتبه لكونها بيانا للقرأن , ومن المعلوم ان البيان مؤخر على المبين . وانها حجه على جميع المسلمين , تحرم مخالفتها باجماع المسلمين كافه .
__________________________________________________ ____
(1) الاحكام في اصول الاحكام لابن حزم /87 .
(2)سنن أبي داود بحاشيته عون المعبود 4 /328 ـ 329 , وسنن الترمذي 4/145 , وسنن ابن ماجه 1/6 .
(3)هو ابو بكر , حسان بن عطيه المحاربي , الدمشقي , مات بعد العشرين ومائة , انظر ترجمته في :الجرح والتعديل : 1/ ق2 : 236 , وصفة الصفوه : 4/222 .
(4) الكفايه للخطيب البغدادي : 47 ــ 48 , وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر
لو عملوا بالقرآن لعظموا السنة وأخذوا بها ، ولكنهم جهلوا ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فضلوا وأضلوا .

Share this post
  • Share to Facebook
  • Share to Twitter
  • Share to Google+
  • Share to Stumble Upon
  • Share to Evernote
  • Share to Blogger
  • Share to Email
  • Share to Yahoo Messenger
  • More...

1 comments

:) :-) :)) =)) :( :-( :(( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ :-$ (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer

 
© ISLAMIC WORLD
Designed by AL.YEASA ,ISLAMIC UNIVERSITY. EMAIL.aleasa.iuk@gmail.com
https://www.facebook.com/ALEASAIUK .
Posts RSSComments RSS
Back to top