Blogger news

Friday, January 27, 2012

مصادر أساليب الدعوة ووسائلها ومدى الحاجة إليها


مصادر أساليب الدعوة ووسائلها ومدى الحاجة إليها .
عدد التعليقات : 0
الكاتب:



مصادر أساليب الدعوة ووسائلها ومدى الحاجة إليها .
بقلم / أ . .


تعداد المصادر :
مصادر أساليب الدعوة ووسائلها هي القرآن , السنة النبوية المطهرة سير السلف الصالح , استنباطات الفقهاء , التجارب , ونتكلم فيما يلي بشيء من الإيجاز عن كل مصدر للتعريف به .

أولاً : القرآن الكريم :
في القرآن الكريم آيات كثيرة تتعلق بأخبار الرسل الكرام وما جرى لهم مع أقوامهم , وما خاطب الله تعالى به خاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أمور الدعوة إليه وهذه الآيات الكريمة يستفاد منها أصول أساليب الدعوة ووسائلها التي يجب أن يفقهها المسلم كما يتفقه أمور الدين الأخرى ؛ لأن الله جل جلاله ما علمنا وأخبرنا بها إلا لنستفيد منها ونتزود من معانيها ما يعنينا  على الدعوة إلى الله تعالى ونلتزم بنهجنا . قال ربنا تبارك وتعالى : {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (120) سورة هود , قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : كل أخبار نقصها عليك من أنباء الرسل المتقدمين من قبلك مع أممهم ،وكيف جرى لهم من المحاجات والخصومات وما احتمله الأنبياء من التكذيب , والأذى وكيف نصر الله حزبه المؤمنين ,وذل أعداءه الكافرين كل هذا مما نثبت به فؤادك يا محمد أي قلبك ليكون لك ممن مضى من إخوانك المرسلين أسوة " ولاشك أن المسلمين يقتدون برسولهم صلى الله عليه وسلم ,وفيما كان يتأسى به من سيرة المرسلين في أمور الدعوة إلى الله , قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (111) سورة يوسف , ففي قصص السابقين من أمم الأرض وما جرى عليهم وما جرى لأنبيائهم معهم عبرة وموعظة لأصحاب العقول السليمة وهداية ورحمة للمؤمنين بالله ورسوله فهم الذين يعتبرون بماقصه الله عن الماضين ويتعظون به ؛لأن الإيمان قد فتح قلوبهم للحق وأرهف حسهم لمواضع العبرة ومعاني الموعظة , وقال تعالى : {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} (90) سورة الأنعام , فهذه الآية الكريمة تشير إلى الاقتداء بنهج رسل الله في الدعوة إلية .

ثانياً : السنة النبوية .
وفي السنة النبوية أحاديث كثيرة تتعلق بأمور الدعوة ووسائلها ، كما أن السيرة النبوية المطهرة وما جرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة والمدينة، وكيفية معالجته للأحداث والظروف التي واجهته , كل ذلك يعطينا مادة غزيرة جداً في أساليب الدعوة ووسائلها ؛ لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مر بمختلف الظروف والأحوال التي يمكن أن يمر بها الداعي في كل زمان ومكان , فما من حالة بيكون فيها الداعي , أو أحداث تواجهه إلا ويوجد نفسها أو مثلها أو شابهها أو قريب منها في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم , فيستفيد الداعي منها الحل الصحيح والموقف السليم الذي يجب أن يقفه إذا ما فقه معاني السيرة النبوية , وقد يكون حكمة الله ولطيف لطف الله أن يجعل رسوله الكريم يمر بما مر به من ظروف وأحوال حتى يعرف الدعاة المسلمين كيف يتصرفون وكيف يسلكون في أمور الدعوة في مختلف الظروف والأحوال اقتداء بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالسيرة النبوية والتوجيهات النبوية الكريمة تطبيقات عملية لما أمر الله به رسوله في أمور الدعوة وتبليغ الرسالة , وماألهم رسوله في هذا المجال , فلا يجوز للداعي أن يغفل عن سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .

ثالثاً : سيرة السلف الصالح .
وفي سيرة سلفنا الصالح من الصحابة الكرام والتابعين لهم بإحسان , سوابق مهمة في أمور الدعوة يستفيد منها الدعاة إلى الله ؛لأن السلف الصالح كانوا أعلم من غيرهم بمراد الشارع وفقه الدعوة إلى الله , وما زال أهل العلم يستدلون بسيرتهم .

رابعاً : استنباطات الفقهاء .
الفقهاء يعنون باستنباط الأحكام الشرعية العلمية من أدلتها الشرعية ,ومن هذه الأحكام ما يتعلق بأمور الدعوة إلى الله , مثل أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والجهاد , والحسبة , وقد أفردوا لهذه الأحكام أبواباً خاصة في كتبهم الفقهية ,وما قرروه من اجتهادات في أمور الدعوة ومجالها , حكمه حكم اجتهاداتهم الأخرى التي يجب إتباعها أو يندب ؛لأن الوسائل والأساليب في الدعوة من أمور الدين مثل وسائل العبادات والمعاملات .

خامساً : التجارب .
التجربة معلم جيد للإنسان لاسيما لمن يعمل مع الناس , وللداعي تجارب كثيرة في مجال الدعوة هي حصيلة عمله المباشر مع الناس ومباشرته للوسائل فعلاً في ضوء ما فهمه من المصادر السابقة ؛ لأن التطبيق قد يظهر له وجه خطئه فيتجنبه في المستقبل , وقد يكون الثمن غالياً ,ولكن ما يتعلمه من التجارب أغلى من الثمن المدفوع لا يلدغ من جحره مرتين , وكما أن الداعي يستفيد من تجاربه الخاصة , يستفيد أيضاً من تجارب الآخرين في مجال الوسائل والأساليب فإن الحكمة ضالة المؤمن يأخذها من أي وعاء خرجت .

سادساً : ضرورة الاستمساك بالنهج الصحيح في الوسائل والأساليب .
المنهج الصحيح في الوسائل والأساليب هو المستقى من المصادر التي بيناها , والاستمساك بهذا النهج ضروري لكل داع ولازم له وواجب عليه ؛لأن الإسلام يقضي به , والواجب على المسلم أن يتمسك بما يقضي به الدين , كما أن التزام هذا النهج الصحيح يقرب من الغاية ويوصل إلى المراد ولو بعد حين بخلاف غيره من المناهج فإنه خطأ ويبعد عن الغاية ولا يوصل إلى المطلوب ثم إن المطلوب من الداعي أن يحرص على طاعة الله واتباع الصواب ، وعدم الوقوع في الخطأ أوفي العصيان , وهذا المطلوب من الداعي إنما يكون بالالتزام بالنهج الصحيح الذي جاءت به المصادر فإذا ما قام الداعي بما هو مطلوب منه لم يكن مسئولاً عن نتيجة عمله من حيث بلوغ الغاية والوصول إلى المراد لأن الله يقول : {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (16) سورة التغابن , والحساب إنما يكون على مشروعية عمل الإنسان وهل أدى كل ما عليه من واجب ؟ وإذا تبين هذا الأمر ووعاه الداعي وفقهه لم يكن له أن يخرج على النهج الصحيح بحجة صعوبته أو طوله أو عدم قبول الناس له , أو تعجلا من الداعي لبلوغ الغاية أو انسياقا منه وراء عاطفة نبيلة دينية حسنة ورغبة صادقة في العمل , والجهاد , والشهادة في سبيل الله ؛ لأن الخطأ لا يصير صواباً بالنيات الحسنة والعواطف النبيلة , وأن الوصول إلى المقصود لا يكون بالسير على مالا يؤدي إليه وإن كن السائر جد حريص على الوصول , ويكفي للتدليل على ما أقول أن أذكر إن أحكام الشريعة لم تنزل دفعة واحدة, وإن الدعوة الإسلامية ما سارت وراء رغبات المتحمسين , وعواطف الصادقين المتعجلين فالقتال ما شرع في مكة , وكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم للمتعجلين : أن اصبروا , وصلح الحديبية لم تتسع له صدور كثير من المسلمين بالرغم من صدقهم وعمق إيمانهم واستعدادهم للقتال وللاستشهاد , ولكن اتسع له صدر الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأن المسألة ليست مسألة استعداد للموت والصدق في هذا الاستعداد وإنما المسألة هي لزوم السير على النهج الصحيح , فهو وحده الموصول إلى المراد , وبلوغ الغاية على الوجه المطلوب , لهذا نزل القرآن واصفاً ذلك الصلح بالفتح المبين , فعلى الداعي أن لا يتأثر بالعواطف و المقصود الطيب والحماس لخدمة الإسلام عند تعيين الوسيلة والأسلوب وليدع النظر السديد يعين الوسائل والأساليب في ضوء ما جاء في المصادر التي ذكرناها , وإن الحماس والعاطفة و الرغبة في العمل يجب أن يوجه ذلك كله لتحقيق وتنفيذ الأسلوب الصحيح والوسيلة الصحيحة بعد تقريرهما لا أن نواجه ذلك للتشكيك في الأسلوب الصحيح والتجديف بعيداً عن الوسائل الصحيحة , والجدل العقيم .


Share this post
  • Share to Facebook
  • Share to Twitter
  • Share to Google+
  • Share to Stumble Upon
  • Share to Evernote
  • Share to Blogger
  • Share to Email
  • Share to Yahoo Messenger
  • More...

0 comments

:) :-) :)) =)) :( :-( :(( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ :-$ (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer

 
© ISLAMIC WORLD
Designed by AL.YEASA ,ISLAMIC UNIVERSITY. EMAIL.aleasa.iuk@gmail.com
https://www.facebook.com/ALEASAIUK .
Posts RSSComments RSS
Back to top